ظهور الدابة
علامات الساعة الكُبرى: ظهور الدابة
تُعد علامات الساعة الكُبرى من أكثر الأمور التي أثارت تساؤلات المسلمين وأحاديثهم عبر العصور، نظرًا لما تمثله من تحوّل كبير في النظام الكوني والسنن الإلهية. ومن أبرز هذه العلامات التي ذُكرت في الكتاب والسنة: ظهور الدابة، التي ستكون من أوائل العلامات، بالتزامن مع أو بعد طلوع الشمس من مغربها. يتساءل كثيرون: ما هى الدابة؟ وأين ستخرج؟ وما مهمتها؟ في هذه المقالة نستعرض تفاصيل ظهورها كما وردت في النصوص المأثورة، ونتأمل معانيها وآثارها في آخر الزمان.
ظهور الدابة
الدابة في القرآن والسنة من أولى علامات الساعة الكبرى، كما ورد في النصوص، طلوع الشمس من مغربها، ثم يتبع ذلك مباشرة ظهور الدابة، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"لن تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، ثم تظهر الدابة، فإذا ظهرت إحداهما فالأخرى على إثرها".
وقد جاء ذكر الدابة في القرآن، في قوله تعالى:
{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ} سورة النمل: 82
وهنا يُطرح سؤال مهم: هل ظهور الدابة من علامات الساعة الكبرى؟
والجواب هو نعم، فهي من العلامات الكبرى كما ثبت في النصوص، وتظهر بعد أو مع طلوع الشمس من مغربها، وتكلم الناس لتبين لهم حقيقة إيمانهم وكفرهم.
وصف الدابة ومهامها تُسمى هذه الدابة أحيانًا بـ"الجساسة" لأنها تجوس خلال الأرض، أي تتنقل وتدور فيها، وتتميز بأنها تضع حافرها في الموضع الأخير الذي يقع عليه بصرها. وتمكث في الأرض أربعين يومًا. وقد ورد أن لها ثلاث علامات لمواضع خروجها: من ناحية اليمن، ومكة، والمدينة.
وأول ظهورها يكون من جهة اليمن، ثم تدخل الحرم المكي ومعها عصا موسى وخاتم سليمان، وتدخل على الناس في المسجد الحرام، وتميّز بين المؤمن والكافر:
تلمس وجه المنافق والفاجر والمنحرف والمرتشي والمختلس والزنديق والظالم بعصا موسى، فيسودّ وجهه.
وتلمس وجه المؤمن بخاتم سليمان، فيضيء وجهه كالقمر.
وبذلك لا يعود الناس يعرفون بعضهم بأسمائهم، بل يميزون بعضهم بـ"يا مؤمن" أو "يا كافر"، بناءً على ما يظهر على الوجوه من علامات.
ما هى الدابة التى تكلم الناس في آخر الزمان؟
ورد في الحديث الذي رواه الإمام مسلم والترمذي، عن تميم الداري رضي الله عنه، وكان نصرانيًّا فأسلم، أنه أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقصة توافق ما أخبر به النبي من علامات الساعة، ومنها ظهور الدابة التي تكلم الناس وتكشف الحقائق، وسرعتها كأنها الريح المرسلة، فتجوب الأرض وتُظهر صدق وعد الله.
وبذلك يتأكد أن ما هى الدابة ليس سؤالًا غامضًا، بل جوابها في النصوص: مخلوق عظيم يخرجه الله لبيان الحق في زمن اختلطت فيه الأمور.
روايات وأقوال العلماء حول الدابة
يرى بعض العلماء أن هذه الدابة هي فصيل ناقة صالح، وهو الرأي الذي ورد في بعض الروايات الضعيفة، كما قال الإمام القرطبي، حيث ذكر أن هذا الفصيل اختبأ في جبل بعد أن قتل قوم صالح الناقة، مستشهدين بقوله تعالى:
{انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} سورة الشمس:12
{فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} سورة القمر:29
لكن هذه الروايات ليست من القطعيات، بل تُذكر للعبرة والموعظة، وقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم بالتحديث عن بني إسرائيل دون تصديق أو تكذيب ما لم يُخالف نصًا شرعيًّا. كما قال تعالى:
{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ} سورة يوسف:111
الخاتمة إن ظهور الدابة علامة عظيمة من علامات الساعة الكبرى، يتجلى فيها عدل الله، وتُكشف بها القلوب وتُفرز الصفوف، فيظهر المؤمن من الكافر، والموقن من المكذب. فعلينا أن نستعد لهذا اليوم بالإيمان والعمل الصالح قبل أن يُختم للناس على علمهم، ويُغلق باب التوبة، ويبدأ عهد جديد في مصير البشرية.
الكلمات المفتاحية:
ظهور الدابة
ما هى الدابة
الدابة في القرآن
علامات الساعة الكُبرى
هل ظهور الدابة من علامات الساعة الكبرى
ما هى الدابة التى تكلم الناس في أخر الزمان
