مُعجزات من القرآن الكريم
مُعجزات من القرآن الكريم
لطالما أبهر القرآن الكريم العلماء بحقائق كونية لم تُكتشف إلا مؤخرًا. فعبر آياته، نجد إشارات دقيقة إلى بداية الكون، وسرّ تمدد الكون، وحقيقة أصل السماء، مما يجعلنا نقف بإعجاب أمام روعة مُعجزات من القرآن الكريم. فكيف سبق هذا الكتاب العظيم العلم الحديث بقرون؟ لنكتشف معًا في هذا المقال.
بداية الكون
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا . سورة الأنبياء 30
بلغ اندهاش العلماء في مؤتمر الشباب الإسلامي الذي أُقيم في الرياض عام 1979م أقصى مداه عندما استمعوا إلى آية من القرآن الكريم، فأعربوا عن دهشتهم قائلين: "بداية الكون كانت عبارة عن سحابة ضخمة من الدخان والغازات، متماسكة فيما بينها، ثم بدأت تتشكل تدريجياً لتكوّن عددًا لا يُحصى من النجوم التي تملأ السماء." وتساءلوا: "كيف كانت بداية الكون؟" وعندها قال البروفيسور الأمريكي (بالمر): "إن ما تم ذكره لا يمكن أن يكون من كلام إنسان عاش قبل أكثر من 1400 عام، إذ لم تكن هناك تلسكوبات أو مركبات فضائية آنذاك تكشف مثل هذه الأسرار، لذا لا بد أن الذي أوحى إلى محمد هو الله." وقد أعلن البروفيسور (بالمر) إسلامه في ختام المؤتمر، مؤكدًا أن بداية الكون في القرآن تُعد دليلاً على المصدر الإلهي لهذا الكتاب العظيم.
تمدد الكون
شكّل الاكتشاف المذهل الذي توصّل إليه عالم الفلك الأمريكي إدوين هابل عام 1929م نقطة تحول كبيرة في مجال علوم الفضاء. وقد سُمِّي تلسكوب ناسا الشهير لاحقًا باسمه "هابل" تكريمًا له.
أثناء مراقبة هابل للنجوم باستخدام تلسكوبه، لاحظ ظاهرة غريبة: فقد بدأ لون الطيف الصادر من بعض النجوم يتحول إلى اللون الأحمر. ووفقًا لمبادئ علم الفيزياء الفلكية Astrophysics، فإن انزياح الطيف نحو اللون الأحمر يشير إلى أن الجسم السماوي (مثل نجم أو سوبر نوفا) يبتعد عن الأرض، بينما إذا اقترب الجسم من الأرض، فإن الطيف يميل إلى اللون الأزرق. وكان هذا أول دليل علمي رصده هابل يتعلق بحركة النجوم.
واصل هابل أبحاثه، ليكتشف أن النجوم لا تبتعد فقط عن الأرض، بل عن بعضها البعض أيضاً، في حركة تشبه ما يحدث عندما ننفخ بالونًا مرسومًا عليه نقاط؛ إذ تبدأ النقاط على سطحه بالابتعاد عن بعضها. وقد مثّل هذا التشبيه تصورًا مبسطًا لفهم تمدد الكون المستمر.
توصل هابل إلى أن ما هو تمدد الكون؟ هو ببساطة أن الكون في حالة اتساع دائم، وبسرعة تتزايد مع مرور الزمن. كما بيّن أن المجرات التي نشأت بعد الانفجار العظيم تبتعد تدريجيًا عن مركز ذلك الانفجار، بل وتبتعد أيضًا عن بعضها البعض. وقد شكك عدد من العلماء حينها في صحة هذه النتائج، واعتقدوا أن هابل ربما وقع في خطأ، لأن الفكرة كانت آنذاك بعيدة عن المنطق العلمي السائد، والذي كان يرى ثبات الكون.
ومع مرور الوقت وتراكم الأدلة، أصبح من الواضح أن ما هي نظرية تمدد الكون؟ إنها النظرية التي تُثبت أن الكون لا يتمدد فقط، بل إن معدل تمدده في تسارع مستمر. وهذا ما دفع العلماء إلى افتراض وجود مادة مظلمة غير مرئية تملأ أرجاء الكون، وهي المسؤولة عن هذا التسارع المتزايد، في تناقض واضح مع التوقعات التي استندت إلى قوانين الجاذبية الكلاسيكية.
هل ُذكر توسع الكون في القرآن؟
نعم يقول الله تعالى : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ سورة الذاريات:47
أصل السماء
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ سورة فصلت 11
عُرضت هذه الآيات في مؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، والذي عُقد في القاهرة، وعندما استمع البروفيسور الياباني (يوشيدي كوزاي) إلى تلك الآية، نهض مندهشًا قائلاً: "إن هذه الحقيقة المذهلة حول أصل السماء لم يتوصل إليها العلماء إلا مؤخرًا، وذلك بعد أن التقطت كاميرات الأقمار الصناعية المتطورة صورًا ومقاطع حية تُظهر نجمًا في طور التكوُّن، ينبثق من كتلة ضخمة من الدخان الكثيف والقاتم."
ثم أضاف قائلاً: " ما هو أصل السماء؟ لقد كنا نعتقد في السابق، قبل توفر هذه الصور الحية، أن السماء كانت مليئة بالضباب، لكن ما نراه الآن يثبت أنها كانت مكونة من دخان، تمامًا كما جاء في القرآن الكريم."
الخاتمة تبقى مُعجزات من القرآن الكريم شاهدة على أن هذا الكتاب ليس كلام بشر، بل وحي من خالق الكون. من بداية الكون إلى تمدد الكون، ومن كشف أصل السماء، نجد في كل آية دليلاً على سبق علمي يُدهش العقول. تلك الإشارات الربانية تدعونا للتأمل، ولنعيد النظر في العلاقة بين الإيمان والعلم، فكلما تقدّمنا علميًا، ازددنا يقينًا بصدق هذا الكتاب العظيم.
الكلمات المفتاحية:
مُعجزات من القرآن الكريم
بداية الكون
كيف كانت بداية الكون
بداية الكون في القرآن
تمدد الكون
ما هو تمدد الكون
ما هي نظرية تمدد الكون
أصل السماء
ما هو أصل السماء
